ربما كنت من أوائل من دعوا للاحتفال باليوم الوطني وربما كنت أولهم في مقالة نشرت سنة 2003م في هذه الزاوية في «عكاظ» تحت عنوان «إعادة تعريف اليوم الوطني» بعد أن تلقيت تهنئة من شركة الهاتف الخليوي المصرية (موبي نيل) بمناسبة اليوم الوطني السعودي الذي لم يكن المواطنون يذكرونه إلا عند مطالعة الصحف يوم حلوله. وطرحت حينها تساؤلات من أهمها إن كانت وحدة بحجم الوحدة السعودية وعلى يد زعيم تاريخي بحجم الملك عبدالعزيز ــ يرحمه الله ــ لا تستحق منا الاحتفال بها بطريقة أفضل من هذه؟، وهل يكفي أن تردد وسائل الإعلام الأناشيد الحماسية وتعرض الأفلام التسجيلية وتدبج الصحف المقالات والتحقيقات عن اليوم الوطني لنتنفس الصعداء ظنا منا أننا أدينا واجبنا تجاه الوطن في يوم الوطن؟.
اليوم الوطني ليس يوما كسائر الأيام وهو بالتأكيد ليس يوما للفوضى والعبث وافتعال الكوابيس المخيفة ونثر المآسي والذكريات المؤلمة بل هو يوم للعبرة والتعلم واستلهام تاريخ طويل مضمخ بعطر البطولة وملون بألوان الفرح والانتصار. والاحتفال باليوم الوطني يمكن أن يكون في الشوارع ولكن ضمن مواكب منظمة تبدأ في أوقات محددة من نقاط محددة للبداية وتنتهي بنقاط للنهاية دون تجاوز أو اجتهاد وتحت إدارة صارمة. ويمكن أن يكون الاحتفال باليوم الوطني في المدارس وفي الساحات وفي البيوت وفي المكاتب بل وفي القلوب والضمائر والوجوه وعروض الطلاب والرقصات الشعبية والموائد والندوات والمحاضرات في طول البلاد وعرضها؟. ويمكن لتشكيلات رمزية من الجيش والأمن العام وحرس الحدود والمرور والكشافة أن تشارك المواطنين الاحتفال بالعروض العسكرية والطلعات الجوية الاستعراضية التي تبعث الاعتزاز في نفوس الصغار وتضفي جوا من الإثارة والإحساس بالقوة. وفي اليوم الوطني يجب أن يشعر الجميع، وأخص منهم الأطفال، بالأمان وبعمق الانتماء وبأن هذا اليوم ليس كسائر الأيام . فالطفل لا تنزرع في ذهنه الأقوال كما تنزرع الأفعال وتبقى تجارب الطفولة عالقة في ذهنه مادام على قيد الحياة. هل تصدقون أن يوم الرابع من يوليو من كل عام وهو اليوم الوطني الأمريكي مرتبط في ذهني وفي أذهان الآلاف غيري ممن عاشوا طفولتهم في مدن أو بلدات شمالية كان لشركة التابلاين تواجد فيها في الخمسينيات والستينيات الميلادية بالفرح والوجبات المجانية الخفيفة والألعاب النارية وسباق الحمير لعدم توافر الخيول حينها. وذلك بسبب إصرار الأمريكان العاملين في الشركة في ذلك الزمان على إشراكنا في احتفالاتهم بيوم بلادهم الوطني. لقد كنا ننتظر مجيء ذلك اليوم في طفولتنا، كل عام بشوق عظيم لنحتفل طيلة النهار.. ألا يستحق أطفالنا تجارب من هذا النوع البسيط في يوم بلادهم الوطني؟. أو لا يستحق فقراؤنا بعض الإحسان والطعام في يوم بلادهم الوطني؟. أو لا يستحق العاطلون عن العمل بشرى بانتهاء معاناتهم ونشر خارطة طريق واضحة لتوظيفهم في يوم بلادهم الوطني؟. أو لا نستحق جميعا أن نسمع أخبارا أفضل من التي نسمعها حتى الآن في يوم بلادنا الوطني؟.
Altawati@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 130 مسافة ثم الرسالة
اليوم الوطني ليس يوما كسائر الأيام وهو بالتأكيد ليس يوما للفوضى والعبث وافتعال الكوابيس المخيفة ونثر المآسي والذكريات المؤلمة بل هو يوم للعبرة والتعلم واستلهام تاريخ طويل مضمخ بعطر البطولة وملون بألوان الفرح والانتصار. والاحتفال باليوم الوطني يمكن أن يكون في الشوارع ولكن ضمن مواكب منظمة تبدأ في أوقات محددة من نقاط محددة للبداية وتنتهي بنقاط للنهاية دون تجاوز أو اجتهاد وتحت إدارة صارمة. ويمكن أن يكون الاحتفال باليوم الوطني في المدارس وفي الساحات وفي البيوت وفي المكاتب بل وفي القلوب والضمائر والوجوه وعروض الطلاب والرقصات الشعبية والموائد والندوات والمحاضرات في طول البلاد وعرضها؟. ويمكن لتشكيلات رمزية من الجيش والأمن العام وحرس الحدود والمرور والكشافة أن تشارك المواطنين الاحتفال بالعروض العسكرية والطلعات الجوية الاستعراضية التي تبعث الاعتزاز في نفوس الصغار وتضفي جوا من الإثارة والإحساس بالقوة. وفي اليوم الوطني يجب أن يشعر الجميع، وأخص منهم الأطفال، بالأمان وبعمق الانتماء وبأن هذا اليوم ليس كسائر الأيام . فالطفل لا تنزرع في ذهنه الأقوال كما تنزرع الأفعال وتبقى تجارب الطفولة عالقة في ذهنه مادام على قيد الحياة. هل تصدقون أن يوم الرابع من يوليو من كل عام وهو اليوم الوطني الأمريكي مرتبط في ذهني وفي أذهان الآلاف غيري ممن عاشوا طفولتهم في مدن أو بلدات شمالية كان لشركة التابلاين تواجد فيها في الخمسينيات والستينيات الميلادية بالفرح والوجبات المجانية الخفيفة والألعاب النارية وسباق الحمير لعدم توافر الخيول حينها. وذلك بسبب إصرار الأمريكان العاملين في الشركة في ذلك الزمان على إشراكنا في احتفالاتهم بيوم بلادهم الوطني. لقد كنا ننتظر مجيء ذلك اليوم في طفولتنا، كل عام بشوق عظيم لنحتفل طيلة النهار.. ألا يستحق أطفالنا تجارب من هذا النوع البسيط في يوم بلادهم الوطني؟. أو لا يستحق فقراؤنا بعض الإحسان والطعام في يوم بلادهم الوطني؟. أو لا يستحق العاطلون عن العمل بشرى بانتهاء معاناتهم ونشر خارطة طريق واضحة لتوظيفهم في يوم بلادهم الوطني؟. أو لا نستحق جميعا أن نسمع أخبارا أفضل من التي نسمعها حتى الآن في يوم بلادنا الوطني؟.
Altawati@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 130 مسافة ثم الرسالة